لماذا تحتاج المشاريع الريادية الى المسؤولية الإجتماعية؟
غالباً ما ترى الشركات الكبرى في برامج المسؤولية الاجتماعية CSR أو برامج مواطنة الشركات فرصاً لتحقيق فوائد وعوائد ربحية على المدى الطويل، خصوصاً مع قدرات وخبرات الشركات الكبرى على تنفيذ هذه البرامج باحترافية، وذلك بفضل مواردها الكثيرة.
وفي ما يعني المشاريع الريادية، قد تكمن الأولويات في التركيز أكثر على مرحلة التأسيس والانطلاق عوضاً عن برامج مسؤولية اجتماعية عائداتها الربحية غير فورية.
ولكن بعض الأرقام تظهر أن كل 9 من 10 مستهلكين يفضلون الشراء من شركات لديها برامج مسؤولية اجتماعية، بحسب استطلاع رأي لموقع “بيت.كوم” وزّع في المنطقة العربية السنة الماضية.
وبالتالي تصبح مثل هذه المؤشرات هي حافز للتفكير بجدية بممارسة بعض نشاطات المسؤولية الاجتماعية في الشركات الريادية وهذا ما سأناقشه في هذا المقال.
بدايةً ما هي برامج المسؤولية الاجتماعية؟
بعيداً عن التعريفات الأكاديمية المعقدة، المسؤولية الاجتماعية للشركات تكون ببساطة عبر مبادرات تطلقها الشركات بهدف تحقيق مساهمة إيجابية في المجتمع. وبالتالي تحسين صورة الشركة مما يدر فوائد ربحية أفضل على المدى الطويل.
تختلف المساهمات بحسب حجم الشركات وحاجات المجتمعات. وكلما كانت المبادرة فعالة، كلما انعكست نتائجها الإيجابية على سمعة الشركة. فمثلاً حملة (عبوة بامبرز= لقاح يساهم في إنقاذ حياة) شهدت ضجة إعلامية كبيرة في المنطقة لا سيما بعد تبرعها بـ 5 مليون لقاح إلى اليونيسيف ليتم استخدامها لأمهات في اليمن.
ما الذي يميّز الشركات الناشئة؟
هناك فرق شاسع بين طريقة عمل الشركات الكبرى والشركات الناشئة عند انخراطها في نشاطات مسؤولية اجتماعية. اذ تفاوت عدد الموظفين، وقدرة الصرف، والوقت اللازم والخبرة ومعرفة السوق يحددون كيفية مقاربة هذه النشاطات والأهداف المنتظرة منها. هنا مجموعة مختصرة ولكنها أساسية من الفرق بين الشركات الكبرى والالشركات الناشئة عند تعاطيها مع المسؤولية الاجتماعية.
- تنفذ الشركات الكبرى برامج المسؤولية الاجتماعية بميزانيات عالية وضجة إعلامية كبيرة. بينما تقوم بها الشركات الأصغر بدافع الإيمان الحقيقي بالمساهمة الإيجابية، فتكون اكثر عفوية وصادقة ما يجذب المزيد من زبائن الأكثر ولاءً وإعجاباً بالشركة.
- في الشركات الكبرى تكون أهدافها معقدة ودقيقة كتحصين سمعة الشركة من بعض الإشاعات أو الحصول على دعم ورضا من الحكومات. بينما تكون في المشاريع الريادية لأهداف أكثر بساطة وسهولة كتقوية العلاقة مع الزبائن المحليين والمجتمع المحيط.
- في الشركات الكبرى يديرها موظفون مختصون. بينما تضيف مثل هذه البرامج في الشركات الأصغر روحاً إيجابية وتعزيز أكثر لروح التعاون والعمل الجماعي لفريق العمل لأنه في الغالب يكون معني بها بأكمله.
كيف تنخرط بنشاطات مسؤولة اجتماعياً؟
غالباً ما يكون أكثر ما تفتقده الشركات الناشئة للقيام بنشاطات المسؤولية الاجتمايعية هو الوقت الكافي، خاصة ان معظم الرواد ينهمكون بالعمل ولا يكرسون بعض الوقت لها. هنا بعض الأفكار البسيطة والسهلة التي لا تتطلب الكثير من الوقت ويمكنها ان تصبح نمطاً تعتمده الشركة الناشئة ذائماً، للانخراط بنشاطات اجتماعية وقعها هام لبناء المجتمعات الداعمة لهذه الشركات:
- تطوع فريق العمل للقيام بنشاطات محلية مثل حملات التنظيف أو جمع المواد القابلة لإعادة التدوير.
- دعم حملات اجتماعية مثل مكافحة التدخين من خلال نشر رابط أو أيقونة او مقال في مدونة الشركة أو حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعية.
- تنظيم ورشات تدريب أو ندوات تعليمية مجانية في مجال عمل الشركة بهدف نشر ثقافة أو معلومة مفيدة للمجتمع.
- تشارك الحملات مع مؤسسات أو شركات محلية مثل حملة لاستخدام الدراجات الهوائية مثلاً للتخفيف من التلوث، مما سيوفر لك فرصة لعلاقات أفضل مع شركات جديدة.
- زيارات دورية مع فريق العمل لدور الأيتام أو العجّز المجاورة، وتقديم الهدايا في أجواء ممتعة. كما ويمكن نشر فيديو عن النشاط بهدف التوعية وتشجيع شركات أخرى.
- التبرع على مواقع للتمويل الجماعي لمبادرات اجتماعية تستحق الدعم، تحت اسم الشركة.
- قدم أصيص نبات صغير يحمل اسم شركتك مع كل عملية بيع أو زيارة لزبون كهدية مفاجئة, وبطاقة عليها نصيحة بسيطة للحفاظ على البيئة.
قد يناقش البعض بأن مثل هذه الأفكار البسيطة للمشاريع الريادة قد تكون خجولة ولا تحقق أهداف ربحية كبيرة، ولكنها في المقابل تلفت انتباه المجتمعات المحيطة وتزيد من فرص النجاح.
هل لديكم أفكار أخرى لمبادرات أو مشاريع مسؤولية اجتماعية تناسب المشاريع الريادية؟ شاركها في خانة التعليقات.
تم نشر هذه المقالة على موقع ومضة عبر هذا الرابط