تجنّب هذه الأخطاء الخمسة لجذب المزيد من الزبائن
إحدى أهم المصاعب التي تواجه الشركات الصغيرة والمشاريع الريادية هي الصعوبة في الحصول على ثقة الزبائن لمنافسة الشركات الأكبر حجماً. فالمستهلك يميل عادة للثقة بالشركات الكبرى، بما انها راكمت خبرة أكثر، فالتعامل معها سيوفر له خدمات أو منتجات أكثر استقراراً.
ومما يزيد االفجوة، بعض الأخطاء الصغيرة التي يرتكبها رواد الأعمال الشباب تظهر الشركة وكأنها أكثر ضعفاً وأقل قوة، ما قد يسبب ضياع فرص جديدة.
ومن هذه الأخطاء الشائعة في الشركات الناشئة نذكر التالية:
1. هوية بصرية ضعيفة. أقصد بالهوية البصرية شكل وتصميم وألوان شعار الشركة وموقعها الالكتروني وكل ما يتبع من بصريات ومظاهر تُستخدم للتعريف عن الشركة أو لتغليف المنتجات. فهذه التصاميم والألوان يجب أن تعكس جوهر وقيمة المنتجات والخدمات. وفي حال كانت الهوية البصرية الخاصة بمشروعك ضعفية فإن أول ما ستسببه هو فقدان منتجاتك لبريقها ورونقها.
إن كنت قد اعتمدتك على مهاراتك التصميمية المتواضعة في تصميم المواد البصرية لمشروعك كحال الكثير من رواد الأعمال، قم باستشارة أحد الخبراء في فنون التصميم لمساعدتك على تطويرها والحصول على مظهر أكثر احترافية لمنتجاتك وموادك التسويقية.
2. موقع إلكتروني فقير. إن كان موقع مشروعك الإلكتروني مؤلف من صفحات ثابتة مثل” “لصفحة الرئيسية”، “من نحن”، “خدماتنا”، “اتصل بنا” فهذا سيدفع الزائر (الذي قد يكون زبوناً مهما) للاخذ فكرة سطحية عن المشروع. وربما ستزيد الأمر سوءً لو استخدمت بريديك الإلكتروني الشخصي على Gmail أو Yahoo أو Hotmail في صفحة الاتصال بالشركة.
الشركات الكبرى الآن لم تعد تكتفي بمواقع إلكترونية مصممة بشكل جيد وملائم. بل إن 62% من خبراء التسويق يعملون على وجود مدونات إحترافية لشركاتهم حسب إحصائية في 2013. فوجود محتوى احترافي ومتجدد في موقعك الإلكتروني يهدف لتوفير حافز للزبون للعودة وزيارة الموقع من جديد، واخذ فكرة على أن عملك احترافي من خلال المعلومات الغنية في الموقع الإلكتروني.
3. قائمة خدمات طويلة. في سبيل عدم تفوييت أي فرصة لتحقيق بعض العوائد المالية نجد بعض أصحاب المشاريع الصغيرة وخصوصاً الخدمية منها، يدرجون قائمة كبيرة من المنتجات أو الخدمات. كأن تعرض إحداى الشركات المؤلفة من ثلاث موظفين قائمة طويلة من خدمات تطوير المواقع والحجز والاستضافة والتصميم الغرافيكي والتسويقي الإلكتروني وخلق المحتوى.
كن أكيداً أن إدراج قائمة خدمات كهذه لن تساعدك على كسب ثقة الزبون. فمن يرغب بشراء كل هذه الخدمات من شركة واحدة سيبحث عن شركات بكوادر عمل أكبر وخبرات أطول. عوضاً عن ذلك قم بالتركيز على عدد خدمات أقل واجعل من شركتك شركة اختصاصية في مجال معين لتنافس عندها الشركات الأكبر التي تعرض خدمات عديدة.
4. صفحات تواصل اجتماعي غير جدية. أتفاجئ أحياناً بصفحات لشركات تنشر بعض المواضيع الغير جدية أو الهزلية والتي لا ترتبط بخدمات الشركات أو بمجالات أعمالها. لنكن صريحين، فإدارة صفحات الفيسبوك وحسابات تويتر ولينكدان وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي ليست مهمة سهلة وبسيطة. وللأسف فإن البدء بالتكلم باسم الشركة عن طريق هذه الصفحات بطريقة غير احترافية هو واحد من الأخطاء الشائعة عند بعض الرياديين الذين إما لا يملكون الوقت الكافي لتنظيم محتوى مناسب أو لا يملكون الخبرات المناسبة.
لتجنب هذا الخطأ وللحصول على مظهر احترافي لمشروعك احرص على وجود معيارين أساسيين عند التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي: الأول هو أن يكون كل ما تنشره يعبر عن خدمات شركتك أو يساعد الزبائن في أعمالهم المتعلقة بخدماتك، والثاني هو النشر بتواتر منتظم وليس بطريقة عشوائية.
5. الابتعاد عن وسائل الإعلام والعلاقات العامة. يخطئ البعض بالاعتقاد بأن التعامل مع وسائل الإعلام أو حضور بعض المؤتمرات قد لا يعود بالفائدة الفورية على المشروع أو أن هذه الأساليب هي مناسبة فقط للشركات الأكبر التي تمللك ميزانيات كبيرة وموظفين اختصاصيين بالعلاقات العامة. في حال كنت من هؤلاء فتأكد من أنك لا تساعد زبائنك على النظر إلى مشروعك بنفس الطريقة التي ينظرون بها إلى الشركات المنافسة الأكبر حجماً.
ببساطة إن سمعت باقتراب افتتاح حدث معين سيستقطب شريحة مهمة من زبائنك وستقام على هامشه بعض الندوات المهنية، فقم بمراسلة منظمي هذا الحدث واعرض عليهم أن تقدم محاضرة عن موضوع أو بحث علمي جديد متصل بخدمات شركتك مجاناً. قم بتصوير هذه المشاركة وانشرها على مدونتك أو أرسلها لبعض وسائل الإعلام المحلية. زبونك الذي سيقرأ عن مشاركتك هذه ستتولد لديه ثقة أكبر بشركتك.
ليس معيباً أن تمتلك شركة ناشئة صغيرة. ولكن ذلك لا يمنع أن تستخدم أساليب ومهارات لتحسن من مظهر شركتك وخصوصاً أن كلفة الكثير من هذه الأساليب قليلة.
تم نشر هذه المقالة على موقع ومضة عبر هذا الرابط