الريادة الاجتماعية تنتج مبادرات تعليمية تدريبية للسوريين
خلقت الظروف الراهنة في سوريا العديد من التحديات الكبيرة لا سيما على واقع التعليم والدراسة داخل سوريا، حيث تشير الأخبار إلى أن آلاف المدارس قد دُمّرت والعديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية قد توقفت عن العمل لا سيما منها التي تقع في مناطق الصراع. ومن جهة أخرى فقد واجه الكثير من السوريين الذي اضطروا لمغادرة بلدهم مصاعب جديدة سواء بإكمال دراستهم أو بالحاجة لخبرات وإمكانيات علمية أفضل للحصول على وظائف جديدة.
وحفزت كل تلك الأسباب وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة مجموعات من الشباب السوريين لإطلاق مبادرات تعليمية تهدف بشكل عام إلى مساعدة السوريين على تطوير مهاراتهم وتأمين حاجاتهم المعرفية لا سيما في ظل هذه الظروف بهدف تأمين مستقبل أفضل. نستعرض ثلاث منها باختصار في هذا التقرير عن الريادة الاجتماعية والمبادرات التعليمية السورية.
عطائي للتدريب المهني
عطائي مبادرة تطوعية مستقلة غير ربحية تم اطلاقها عام 2012، لتقدم دورات تدريبية من مدربين محترفين لطلاب يرغبون بتطوير إمكاناتهم ومهاراتهم المهنية. المبادرة في الغالب تغطي الجانب المهني للطلاب، فمن الدورات المقدمة مثلاً دورات إدارة المشاريع وتحضير المدربين وتقوية اللغة الإنكليزية وطرق البحث عن وظيفة ومقابلات العمل وغيرها، كما أنها تميزت ببرنامج Mini MBA والذي يغطي مواضيع إدارية متنوعة تم تطبيقه 3 مرات حتى الآن.
ما يميز فكرة المبادرة هو أنها تتمحور حول تطوع مجموعة من المدربين المحترفين المعروفين بكفاءتهم للتدريب مقابل تبرعات عينية ومادية يقدمها الطلاب المستفيدون من التدريب لجمعيات ومؤسسات أهلية بحاجة ماسة للتبرعات، كجمعيات إغاثة المتضررين والمهجرين نتيجة الظروف الحالية.
الجميل أن نجاح المبادرة تخطى دمشق وامتد ليغطي دعم السوريين في دبي، وقريباً يعملون في بيروت أيضاً.
جسور لدعم التعليم الجامعي
جسور منظمة غير حكومية تأسست عام 2011، تميزت منذ تأسيسها بمساعدة الطلاب السوريين لإكمال تعليمهم الجامعي خارج سوريا عبر تقديم العون لهم والإرشاد من شبكة من المتطوعين السوريين المغتربين حول العالم الذين حصلوا على تعليمهم الجامعي في جامعات أجنبية مختلفة. وأطلقت جسور أيضاً مجموعة من البرامج الأكاديمية حيث تعهدت 35 جامعة ومؤسسة من مختلف أنحاء العالم بالمشاركة لتقديم منح دراسية كاملة أو جزئية للطلاب السوريين. بالإضافة لبرامج مهنية لمساعدة الخريجين السوريين على دخول سوق العمل والمنافسة.
ولريادة الأعمال عند جسور نصيب، ففي البرامج المستقبلية المعروضة فيموقع جسور الإلكتروني برنامج الاستشارات الريادية والذي من المفترض أن يوفر الدعم والمساندة لرواد الأعمال السوريين.
الباحثون السوريون لتسهيل الحصول على المعلومات
مبادرة جذبت في صفحتها على فيسبوك حتى الآن أكثر من 79,000 معجب منذ اطلاقها عام 2012، حيث تقوم فكرة المبادرة على نشر مقالات علمية بلغة بسيطة وأبحاث تغطي مجالات معرفية واسعة بهدف رفع السوية العلمية للمتلقين العرب، ولترميم فجوة صعوبة الحصول على المعلومة باللغة العربية التي تحفز الباحث العربي على الاهتمام أكثر بالعلم والبحث العلمي على عكس الباحث الغربي الذي تتوفر له المعلومة بلغته بسهولة أكبر.
مؤسس المبادرة هو الباحث السوري في جامعة كامبريدج مهند ملك والذي يشارك في مسابقة320reality لتأسيس قناة علمية خيرية رابحة تدعم الأهداف السابقة عبر نشر الأخبار والبحوث العلمية وتأسيس جمعية مهمتها دعم الطلاب العرب للسفر والتعلم في الجامعات الأجنبية. وبحسب صفحة المبادرة، فقد وصل عدد الشباب السوريين الذين يعملون مع مهند في المبادرة حتى الآن لـ 150 شاب وشابة يتخصصون في مجالات علمية متنوعة.
وأبرز ما يميز المبادرات المذكورة ومثيلاتها هو أنها قد تأسست على أيدي شباب سوريين للمساهمة في تحسين ظروف نظرائهم من الشباب بشكل تغلب عليه الصبغة التطوعية والعمل الجماعي. هذه المشاريع من وجهة نظري ستشكل قصص نجاح ومشاريع نموذجية تحفز رواد سوريون وعرب جدد لإطلاق مشاريع اجتماعية ريادية أخرى مشابهة، مجتمعاتنا بحاجة ماسة لها وخصوصاً على المدى الطويل.
تم نشر هذه المقالة على موقع ومضة عبر هذا الرابط